مديرية الحوار الفكري

الأصالة العراقية والتحريف الدخيل: صراع الهوية والسلم المجتمعي

العراق مهد الحضارات وموطن التعايش بين مختلف الأعراق والطوائف منذ آلاف السنين، حيث شكّلت قيم التسامح والتلاحم جزءًا أصيلًا من هويته. لم تكن الطائفية والتطرف جزءًا من هذا الإرث، بل جاءت مع أفكار دخيلة تهدف إلى تمزيق نسيجه الاجتماعي وبثّ الكراهية والتشكيك بالتاريخ المشترك.

لطالما دعت المدارس الفكرية العراقية الأصيلة إلى التعايش ونبذ التشدد الديني، مثل مدرسة الإمام الكاظم (عليه السلام) ومدرسة الشيخ عبدالقادر الكيلاني ومدرسة الإمام أبي حنيفة النعمان، حيث أكّدت جميعها على الاعتدال والتقارب بين أبناء المجتمع. على العكس من ذلك، سعت المدارس الدخيلة المتشددة، كالتيمية وغيرها، إلى إثارة الفتن وتأجيج الصراعات، محاولةً فرض فكر متطرف لا يمتّ بصلة للأصالة العراقية.

إن التحريف الذي يواجه العراق اليوم ليس مجرد تحدٍّ سياسي أو اقتصادي، بل معركة فكرية تهدف لطمس الهوية الأصيلة وإحلال الانقسامات محلها. غير أن الأصالة العراقية أثبتت قدرتها على الصمود، حيث لا يزال العراقيون متمسكين بوحدتهم رغم كل المحاولات التي تستهدف استقرارهم.

مواجهة التحريف تتطلب استعادة الوعي الوطني وتعزيز القيم العراقية الأصيلة، فالحفاظ على الهوية والتعايش المشترك هو السبيل الوحيد لضمان مستقبل مستقر. العراق للعراقيين، وأصالته ستظل أقوى من أي محاولة لزعزعة سلمِه المجتمعي.

بقلم الأستاذ قاسم العبدلي

مدير مديرية الحوار الفكري _ ورئيس لجنة الحوار المجتمعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى